وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بعث الله نبيًّا) من الأنبياء .. (إلا) نبيًّا (راعي غنم) اسم فاعل من الرعي.
ولعل الحكمة في ذلك؛ لأن الغنم أكثر من سائر المواشي انتشارًا وضعفًا، فراعيها يكون أقدر لجمع المتفرق، وأعرف بتدبيره، ويكون أرق قلبًا؛ يراعي الضعيف، ويجمع المتفرق.
(قال له أصحابه) الحاضرون عنده: (و) هل (أنت) رعيت الغنم (يا رسول الله؟ قال) لهم: بل (وأنا كنت أرعاها لأهل مكة بالقراريط) جمع قيراط على أن ياءه بدل من الواو؛ وهو جزء من أجزاء الدينار؛ وهو نصف عشره في أكثر البلاد، وأهل الشام يجعلونه جزءًا من أربعة وعشرين جزءًا من الدينار.
(قال سويد) بن سعيد بالسند السابق: (يعني) النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "أرعاها بالقراريط" أي: أرعى (كل شاة) لهم (بقيراط) واحد؛ وهو جزء من أربعة وعشرين جزءًا من الدينار. انتهى "سندي" بزيادة.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الإجارة، باب رعي الغنم على قراريط، والبيهقي في "شرح السنة".
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.