للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ".

===

(قال) قرةُ بن إياس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة) أي: فرقة (من أمتي) أمة الإجابة، والطائفة: الجماعة من الناس، والتنكيرُ للتقليل أو التعظيم؛ لعظم قدرهم ووُفور فضلهم، ويحتمل للتكثير أيضًا؛ فإنهم وإن قَلُّوا .. فهم الكثيرون؛ فإن الواحد منهم لا يساويه الألفُ، بل هم الناس كلهم، (منصورين) على الحق بالحججِ والبراهين، أو بالسيوف والأَسِنَّة، فعلى الأول هم أهل العلم، وعلى الثاني الغُزاة، وإلى الأول مال المؤلفُ، بدليل ذِكْرِ الحديث في هذا الباب؛ فإنه المنقول عن كثير من أهل العلم.

قال أحمد بن حنبل في هذه الطائفة: إن لم يكونوا هم أهل الحديث .. فلا أدري من هم. أخرجه الحاكم في "علوم الحديث"، قال القاضي عياض: وإنما أراد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث، وقال البخاري في "صحيحه": هم أهل العلم.

(لا يضرهم من خذلهم) وأهانهم؛ أي: لم يعاونهم ولم ينصرهم من الخلق؛ فإنهم منصورون بالله؛ لما فيهم من الخير، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} (١)، فلا يضرهم عدم نصر الغير، (حتى تقوم الساعة) أي: ساعة موت المؤمنين بمجيء الريح التي تقبض روح كل مؤمن، وهي الساعة في حق المؤمنين، وإلا .. فالساعة العامة لا تقوم إلا على شرار خلق الله تعالى، أو المعنى: حتى يقرب قيام الساعة، ومفاد المعنيين واحد.


(١) سورة النحل: (١٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>