(قال) أبو هريرة: (جاء رجل) من المحتاجين (إلى النبي صلى الله عليه وسلم)، فاشتكى إليه الفقر والفاقة، (فحث) النبي صلى الله عليه وسلم الناس وحرضهم (عليه) أي: على التصدق على ذلك الرجل الفقير، (فقال رجل) من الحاضرين: (عندي كذا وكذا) من المال صدقة عليه، (قال) أبو هريرة: (فما بقي في) ذلك (المجلس رجل) أي: واحد من الناس (إلا تصدق عليه) أي: على ذلك الفقير (بما) تيسر له من المال (قل أو كثر).
وعبارة السندي هنا: قوله: "كذا وكلذا" أي: من المال، وأنا أتصدق به، ثم جاء به قبل الناس، فتبعه الناس في التصدق، فلذلك ذكر فيه: من استن خيرًا ... إلى آخره.
وقوله: "بما قل أو كثر" أي: بقليل أو كثير، فـ "ما" نكرة موصوفة، وجعلها موصولة لا يساعده المقام. انتهى.
(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من استن خيرًا) بالبناء للفاعل؛ أي: من عمل خيرًا وسبق إليه، (فاستن به) بالبناء للمفعول؛ أي: فاقتدي به في عمله؛ أي: فعمل الناس به مقتدين به متبعين له .. (كان له) أي: لذلك البادئ (أجره) أي: أجر عمله (كاملًا) غير ناقص (و) نصيب (من أجور من استن) واقتدى (به) في عمل ذلك الخير؛ أي: له أجر التسبب في عملهم لا أجر عملهم؛ لقوله تعالى:{وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى}(١)، (ولا ينقص) ما