هل لك) يا أشعث (بينة؟ ) أي: شهود على أن لك الأرض، فـ (قلت) لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا) بينة لي عليها، فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (لليهودي: احلف) أيها اليهودي على أن الأرض لك لا له.
قال الأشعث: فـ (قلت) لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذًا) أي: إذا أمرته بالحلف على أن الأرض له لا لي .. فهو (يحلف فيه) أي: يحلف عليه؛ ففي بمعنى على؛ أي: يحلف على أن الأرض له لا لي؛ فهو لا يتورع عن اليمين الفاجرة، وكيف نثق ونصدق به في يمينه (فيذهب) أي: يأخذ بيمينه على ذلك (بمالي) أي: بأرضي، وفي رواية مسلم زيادة:(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك) أي: عندما قلت له: (إذًا يحلف الرجل) ردعًا وزجرًا وتخويفًا للرجل عن اليمين الفاجرة: (من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم هو فيها فاجر .. لقي الله وهو عليه غضبان).
(فأنزل الله سبحانه) مصداق قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم آية: ({إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ}) أي: يأخذون؛ ففيه استعارة تصريحية تبعية مرشحة ({بِعَهْدِ اللَّهِ}) أي: بحلفهم بما عاهد الله عليهم من التكاليف؛ كأن قال: أقسمت بعهد الله ({وَأَيْمَانِهِمْ}) من عطف العام على الخاص {ثَمَنًا قَلِيلًا}) أي: عوضًا يسيرًا من الدنيا من غير استحقاق له ... (إلى آخر الآية) من (آل عمران)(١).