للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

يحلفون على ما يشهدون به، فتارة يحلفون قبل أن يأتوا بالشهادة، وتارة يعكسون. انتهى منه.

يعني: أن هذا القرن الرابع يقل فيه الورع، فيقدم الناس فيه على الأيمان والشهادة من غير توقف ولا تحقيق، كذا فسره القرطبي، وهو مؤيد بما سيأتي في حديث عمر: "يشهدون قبل أن يستشهدوا".

قيل: معناه: أن الناس يجمعون بين اليمين والشهادة؛ فتارة تسبق هذه، وتارة هذه، واستدل به المالكية على بطلان شهادة من حلف على شهادته، والجمهور على عدم البطلان. انتهى من "التكملة".

والقرن - بسكون الراء - من الناس: أهل زمان واحد، قال الشاعر:

إذا ذهب القرن الذي أنت فيهم ... وخلفت في قرن فأنت غريب

مشتق من الاقتران؛ وهو بمعنى الوقت من الزمان، يقال له ذلك؛ لأنه يقرن قرن أمة بأمة.

واختلفوا في تحديد مقدار زمانه: فقيل: ثمانون سنة، وقيل: ستون سنة.

وقال الحافظ في "فتح الباري" (٥/ ٧ و ٦): والمراد بقرن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: الصحابة.

وقد سبق في صفة النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (وبعثت في خير قرون بني آدم)، وفي حديث بريدة عند أحمد: "خير هذه الأمة القرن الذي بعثت فيهم"، وقد ظهر أن الذي بين البعثة وآخر من مات من الصحابة مئة سنة وعشرون سنة، أو دونها، أو فوقها بقليل، على الاختلاف في وفاة أبي الطفيل، وهو آخر من مات من الصحابة.

وإن اعتبر ذلك من وفاته صلى الله عليه وسلم .. فيكون مئة سنة، أو تسعين،

<<  <  ج: ص:  >  >>