للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْأُتْرُجَّةِ؛

===

وهذا السند من سداسياته، ومن لطائفه: أن رجاله كلهم بصريون إلَّا أبا موسى؛ فإنه كوفي، وفيه رواية صحابي عن صحابي.

(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل) بالتحريك؛ أي: صفة (المؤمن الذي يقرأ القرآن) عبر بالمضارع لإفادة تكريره لها ومداومته عليها حتى صارت دأبه وعادته، نظير: فلان يقري الضيف ويحمي الحريم ويعطي، وفي رواية: "يقرأ القرآن ويعمل به".

(كمثل الأترجة) أي: كصفة الأترجة -بضم الهمزة والراء وتشديد الجيم- وفي بعض الرواية: "كمثل الأترنجة" -بضم الهمزة وسكون الفوقانية وضم الراء وسكون النون وبتخفيف الجيم- وفيه لغات، قال في "القاموس": الأترج والأترجة والترنجة والترنج معروف، وهي أحسن الثمار الشجرية وأنفسها عند العرب. انتهى.

وهي من أفضل الثمار لكبر جرمها وحسن منظرها وطيب طعمها ولين ملمسها ولونها يسر الناظرين، وفيه تشبيه الإيمان بالطعم الطيب؛ لكونه خيرًا باطنيًا لا يظهر لكل أحد، والقرآن بالريح الطيب ينتفع بسماعه كلّ أحد ويظهر محاسنه لكل سامع. انتهى "سندي".

وعبارة "تحفة الأحوذي": ووجه التشبيه بالأترنجة؛ لأنَّها من أفضل ما يوجد من الثمار في سائر البلدان وأجدى؛ لأسباب كثيرة جامعة للصفات المطلوبة منها، والخواص الموجودة فيها؛ فمن ذلك كبر جرمها، وحسن منظرها، وطيب مطعمها، ولين ملمسها، تأخذ الأبصار صبغة ولونًا، فاقع لونها تسر الناظرين، تتوق إليها النفس قبل التناول، تفيد آكلها بعد الالتذاذ بذوقها طيب نكهة ودباغ معدة وهضم، واشتراك الحواس الأربع البصر والذوق والشم واللمس في الاحتظاء بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>