للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ، وَشَفَّعَهُ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ".

===

أو المراد بالقراءة القراءة بالنظر، وبالحفظ قراءته غيبًا، والواو لا تفيد الترتيب، ويحتمل أن المعنى: من حفظ القرآن وداوم على قراءته بعد ذلك ولا يتركه، ويحتمل أن المعنى: من داوم على قراءته حتى حفظه، وعلى الوجهين ينبغي أن يعتبر مع ذلك العمل به أيضًا؛ إذ غير العامل يعد جاهلًا، ورواية الترمذي صريحة في أنه يقرأ بالغيب ويعمل به؛ حيث قال: "من قرأ القرآن واستظهره" أي: حفظه، يقال: قرأت القرآن عن ظهر قلبي؛ أي: قرأته من حفظي، قاله الجزري، "فأحل حلاله، وحرم حرامه" أي: اعتقد حلاله حلالًا وحرامه حرامًا. انتهت روايته مع شرحها.

(أدخله الله) سبحانه وتعالى، وفي رواية زيادة: "به" أي: بالقرآن (الجَنَّة) أي: ابتداءً، وإلا .. فكل مؤمن يدخلها، (وشفعه) - بتشديد الفاء - أي: قَبِلَ شفاعته (في عشرة من أهل بيته كلهم) أي: كلّ من العشرة (قد استوجب) واستحق (النار)، ووحد الفعل نظرًا للفظ كل؛ أي: قد استوجبوا واستحقوا دخول النار بسبب ذنوبهم لا بالكفر نعوذ بالله منه، قال الطيبي: وفيه رد على من زعم أن الشفاعة إنما تكون في رفع المنزلة دون حط الوزر؛ بناءً على ما افتروه أن مرتكب الكبيرة يجب خلوده في النار ولا يمكن العفو عنه، والوجوب هنا على سبيل المواعدة. انتهى.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أحمد، والدارمي، والترمذي؛ أخرجه في كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في فضل قارئ القرآن، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه، وليس له إسناد صحيح، وحفص بن سليمان أبو عمر بزاز كوفي يضعف في الحديث متروك مع

<<  <  ج: ص:  >  >>