الزهري المدني، ثقة ثبت، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين، أو أربع ومئة. يروي عنه:(ع).
حالة كونه (يحدث عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذان السندان من سداسياته، وحكمهما: الصحة؛ لأن رجالهما ثقات أثبات.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن خيركم) وأفضلكم أخلاقًا وأكثركم كرمًا (أو) قال النبي صلى الله عليه وسلم أو أبو هريرة: (من خيركم) والشك من أبي هريرة أو ممن دونه، والجار والمجرور على هذه الرواية خبر مقدم؛ لأن قوله:(أحاسنكم) بالنصب اسمها مؤخر، وعلى الرواية الأولى مرفوع على أنه خبر إن؛ أي: أحسنكم (قضاءً) للدين برد الأجود صفة أو نوعًا.
وقوله:"أحاسنكم" جمع أحسن؛ وهو الأرجح وزنًا والأقيس استعمالًا من قول بعض الرواة:(محاسنكم) كما في رواية مسلم، وهو جمع محسن - بكسر السين - كمطلع ومطالع، وفيه بعد، وأحسنها الأول، والرواية الفصيحة:"إن خيركم أحسنكم قضاء للدين"، وروي:"أحاسنكم خيركم" وهو جمع أحسن، ذهبوا به مذهب الأسماء، فجمعوا كأحمد وأحامد.
قال السندي: قوله: (أحاسنكم قضاء) أي: الذين يؤدون الدين إلى أصحابه على أحسن وجه. انتهى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الوكالة، باب الوكالة في قضاء الديون، ومسلم في كتاب المساقاة، باب من استسلف شيئًا فقضى خيرًا منه، وخيركم أحسنكم قضاء، والترمذي في كتاب البيوع، باب