(فقضى الأعرابيَّ وأطعمه) أي: أطعم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأعرابي زيادةً على قدر دينه؛ أي: أعطاه زائدًا على حقه طعمةً له.
(فقال) الأعرابي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أوفيت) وأديت وقضيت لي ديني يا محمد كاملًا وافيًا (أوفى الله) تعالى؛ أي: كمل الله تعالى الك) حوائجك كلها كما أوفيتني حقي.
(فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أولئك) الموفون لحقوق الناس ويؤدونها إلى أصحابها هم (خيار الناس) وأفاض سلهم؛ (إنه) أي: إن الشأن والحال (لا قُدِّسَتْ) ولا طهرتْ من الذنوب (أُمَّةٌ) أي: قوم (لا يأخذ الضعيفُ فيها) أي: في تلك الأمة (حقَّه) من القوَيِّ، حالة كونه (غيرَ مُتَعْتَع) أي: غيرَ مُتْعَب ولا مُزْعَج ولا مصاب بأذىً، قليلًا كان أو كثيرًا. انتهى.
قال السندي: قوله: (أحرج عليك) من التحريج بمعنى التضييق؛ أي: أضيق عليك إلا وقت قضائك ديني، والأقرب أنا، من باب اجتماع إن الشرطية ولا النافية.
قلت: وليس كذلك، كما مر بيانه.
(فانتهر) أي: زجره، (هلا مع صاحب الحق كنتم) حثهم على القيام مع صاحب الحق إلى أن يصل إليه حقه، (وأطعمه) أي: أعطاه زائدًا على حقه طعمةً له (لا قدست) من التقديس؛ وهو التطهير من الذنوب، والظاهر أنه دعاء عليهم؛ فإنَّ كلمةَ (لا) لا تدخل على الماضي في غير الدعاء إلا مكررةً غالبًا؛ مثل قوله تعالى:{فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى}(١).