للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغَرِيمٍ لِي، فَقَالَ لِي: "الْزَمْهُ"، ثُمَّ مَرَّ بِي آخِرَ النَّهَارِ فَقَالَ: "مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ يَا أَخَا بَنِي تَمِيمٍ؟ ".

===

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف جدًّا؛ لأن فيه ثلاثة مجاهيل؛ كما قد عرفت.

(قال) جد الهرماس: (أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بغريم لي) أي: مدين عليه ديني (فقال لي) النبي صلى الله عليه وسلم: ("الزمه") ولا تفارقه حتى يقضي لك دينك وتأخذه منه (ثم مر بي) رسول الله صلى الله عليه وسلم (آخر) ذلك (النهار، فـ) لما رآني .. (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما فعل أسيرك) أي: غريمك الذي أسرته ولازمته وأمرتك بملازمته (يا أخا بني تميم؟ ) هل أداك دينك أم لا، وهل فارقته أو لازمته إلى الآن؟

قوله: "الزمه" - بفتح الزاي - وفي الحديث دليل: على جواز ملازمة من له الدين من هو عليه، بعد تقرره بحكم الشرع.

قال في "النيل": وعن أبي حنيفة وأحد وجهي أصحاب الشافعي، فقالوا: إنه يسير حيث سار، ويجلس حيث يجلس، غير مانع له من الاكتساب، ويدخل معه داره، وذهب أحمد إلى أن الغريم إذا طلب ملازمة غريمه حتى يحضُرَ ببينته القريبةِ .. أجيب إلى ذلك؛ لأنه لو لم يمكَّن من ملازمته .. ذهب من مجلس الحاكم، وهذا بخلاف البينة البعيدة.

وذهب الجمهور إلى أن الملازمة غير معمول بها، بل إذا قال: لي بينة غائبة، قال الحاكم: لك يمينه أو أخره حتى تحضر بينتك، وحملوا الحديث على أن المراد: الزم غريمك بمراقبتك له بالنظر مِن بُعْد، ولعل الاعتذار عن الحديث بما فيه من المقال أولى من هذا التأويلِ المتُعسِّف.

قوله: "ما فعل أسيرك؟ " سماه أسيرًا؛ باعتبار ما يحصل له من المذلة

<<  <  ج: ص:  >  >>