(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يرد الله) سبحانه وتعالى (به خيرًا) كاملًا .. (يفقهه) أي: يصيِّره فقيهًا عالمًا (في الدين) الإسلامي، فالتنوين في خيرًا يدلُّ على الكمال؛ فلذلك فسرناه بالخير الكامل وهو الإيمان مع الفقه، والفقه في الدين: هو العلم الذي يورث الخشية في القلب، ويظهر أثره على الجوارح، ويترتب عليه الإنذار، كما يشير إليه قوله تعالى:{وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}(١).
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ودرجته: أنه صحيح؛ لأن له شاهدًا من حديث ابن عباس أخرجه الترمذي، وفي "الزوائد": قلت: رواه الترمذي من حديث ابن عباس، وقال: حسن صحيح، وفي الباب عن أبي هريرة ومعاوية. انتهى، وغرضه: الاستدلال به.
وإسناد أبي هريرة ظاهره الصحة، ولكن اختلف فيه على الزهري، قرره النسائي من حديث شعيب عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وقال: الصواب رواية الزهري عن حميد بن عبد الرَّحمن عن معاوية، كما في "الصحيحين". انتهى "سندي".
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي هريرة بحديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، فقال: