عند رسول الله صلى الله عليه وسلم:(النخل) أي: هذا الصوت الذي سمعته صوت النخل، يظهر من اصطكاكها عندما (يؤبرونها) ويشققون طلعها؛ لوضع طلع الذكور فيها (فقال) النبي صلى الله عليه وسلم: (لو لم يفعلوا) أي: لو لم يفعل هؤلاء المؤبرون تأبيرها وتَركُوها على حالها .. (لصلح) ثمرها؛ لأن المُثْمِرَ والمُؤثِّر فيه هو الله تعالى لا غيره؛ لأنه خالق كل شيء.
قال الراوي - كما في رواية مسلم -؛ إما عائشة وإما أنس بن مالك: فتركوا التأبير (فلم يؤبروا) أي: لم يؤبر الملقحون النخل (عامئذ) أي: عام إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: لو لم يفعلوا التأبير .. لصلح الثمر؛ تمسكًا بقوله صلى الله عليه وسلم.
قال الراوي:(فصار) الثمر (شيصًا) أي: خرج الثمر من النخل حالة كونه شيصًا - بكسر الشين المعجمة - أي: بسرًا رديئًا.
قال المازري: الشيص: البسر الذي لا نوى له، وقال القاضي: الشيص: هو رديء البسر، وإذا يبس .. كان حشفًا. انتهى "أبي".
(فذكروا) أي: ذكر الذين تركوا (لتلقيح اللنبي صلى الله عليه وسلم) أنهم لما تركوا التلقيح .. صار الثمر شيصًا (فقال) لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (إن كان) الأمر من أموركم (شيئًا من أمر دنياكم) أي: متعلقًا بها؛ كالتلقيح هنا .. (فـ) عليكم (شأنكم) أي: أن تفعلوا (به) أي: بذلك الأمر شأنكم وعادتكم فيه؛ كتلقيح الثمر (وإن كان) ذلك الأمر أمرًا (من أمور دينكم .. فـ) فوضوا أمره (إليَّ) فاسألوني عنه؛ فأنا أعلم به منكم؛ أي: فأنتم أعلم