للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْمُرَادِيَّ فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قُلْتُ: أَنْبِطُ الْعِلْمَ، قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَا مِنْ خَارِجٍ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ إِلَّا وَضَعَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ أَجْنِحَتَهَا؛ رِضًا بِمَا يَصْنَعُ".

===

(المرادي) -بضم الميم- نسبة إلى مراد؛ بطن من مذحج الجملي -بفتح الجيم والميم- الكوفي رضي الله عنه، غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثنتي عشرة غزوة، روى عنه، وسكن الكوفة. وروى عنه: زر بن حبيش، وعبد الله بن سلمة المرادي، و (ت س ق)، وغيرهم.

وهذا السند من سداسياته؛ رجاله ثلاثة منهم كوفيون، وواحد بصري، وواحد صنعاني، وواحد نيسابوري، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.

(فقال) صفوان لي: (ما جاء بك؟ ) أي: أي غرض وأي حاجة جاء بك إلينا؟ قال زر: (قلت) لصفوان: غرضي الذي جاء بي إليك أني كنت (أنبط العلم) -بفتح الهمزة وسكون النون وكسر الباء- بوزن أضرب؛ أي: كنت أطلب العلم الديني، أي: أتعلمه، قال السندي: من نبط البئر؛ كضرب ونصر، إذا استخرج ماءه، ومنه استنباط الإحكام من أدلتها، والمراد: أطلب العلم وأستخرجه من قلوب العلماء وأحصله في قلبي.

(قال): أحسنت؛ (فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من خارج خرج من بيته) أي: ما مسلم خارج خرج من منزله (في طلب العلم) أي: لغرض طلب العلم .. (إلَّا وضعت له) أي: بسطت (الملائكة) له (أجنحتها) ليمشي عليها؛ (رضًا بما يصنع) أي: لأجل رضائهم بما يصنع ويفعل من طلب العلم.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ودرجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به.

<<  <  ج: ص:  >  >>