للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ حَقٌّ عَلَى اللهِ عَوْنُهُ: الْغَازِي فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ التَّعَفُّفَ".

===

(عن سعيد بن أبي سعيد) المقبري كيسان أبي سعد المدني، ثقة، من الثالثة، تغير قبل موته بأربع سنين، مات في حدود العشرين ومئة (١٢٠ هـ)، وقيل قبلها، وقيل بعدها. يروي عنه: (ع).

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة) أشخاص (كلهم حق على الله) سبحانه؛ أي: لازم واجب على الله بمقتضى وعده وفضله (عونه) أي: إعانته إياهم؛ أي: ثابت عنده إعانتهم، أحدهم: (الغازي) أي: المجاهد (في سبيل الله) أي: في طاعته لإعلاء كلمة الله تعالى وإظهارها بين قوم مشركين؛ أي: إعانته بما يتيسر له به من الآلات والأسباب.

(و) ثانيهم: (المكاتب الذي يريد الأداء) أي: أداء مال الكتابة لسيده؛ أي: بدلها.

(و) ثالثهم: (الناكح) أي: مريد النكاح والتزوج (الذي يريد) بتزوجه (التعفف) أي: الكف عن الوقوع في المحارم والزنا.

قال الطيبي: إنما آثر هذه الصيغ؛ إيذانًا بأن هذه الأمور من الأمور الشاقة التي تفدح الإنسان وتقصم ظهره، لولا أن الله تعالى يعينه عليها لا يقوم بها، وأصعبها العفاف؛ لأنه قمع للشهوة الجبلية المركوزة فيه، وهي مقتضى البهيمية النازلة في أسفل السافلين، فإذا استعف وتداركه عون الله تعالى .. ترقى إلى منزلة الملائكة وأعلى عليين. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>