قلت: قد ذكر الحافظ في "الفتح" في دفع هذا الإشكال وجوهًا عديدةً بالبسط، فعليك أن تطالعه. انتهى من "التحفة".
(قالت) أي: عائشة: (فقام النبي صلى الله عليه وسلم) مساء ذلك اليوم على المنبر (فخطب الناس) أي: وعظهم؛ أي: أراد الخطبة (فحمد الله) بتنزيهه من النقائص (وأثنى عليه) بوصفه بالكمالات (ثم) بعد حمد الله وثنائه (قال: ما بال رجال) أي: ما شأنهم (يشترطون) على الناس (شروطًا ليست) مذكورة (في كتاب الله) تعالى؛ يعني: القرآن؟ ! (كل شرط ليس في كتاب الله) تعالى وحكمه .. (فهو) أي: فذلك الشرط (باطل) أي: لغو لا اعتبار له (وإن كان) شارطه شرطه (مئة شرط) أي: مئة مرة (كتاب الله) أي: حكمه (أحق) أن يتبع (وشرط الله أوثق) بأن يتمسك (والولاء) أي: ولاء العتق (لمن أعتق) أي: لمن باشر العتق.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الفرائض، باب ميراث السائبة، ومسلم في كتاب العتق، باب إنما الولاء لمن أعتق، والترمذي في كتاب البيوع، باب في اشتراط الولاء.
قال أبو عيسى: حديث عائشة حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم، وأبو داوود في كتاب العتق، باب في بيع المكاتب إذا فُسِخَتْ الكتابة، والنسائي، باب في بيع المكاتب.