حرم الله عليك من) الأسباب في طلب (رزقه) وهي الغناء وضرب الدف والتصفيقُ عليه بضرب الكفين؛ أي: اخترت ما حرم الله عليك (مكان) أي: بدل (ما أحل الله عز وجل لك من حلاله) أي: من حلال الكسب؛ كالحرف والصناعة والتجارة والزراعة مثلًا.
(ولو كنتُ تَقدَّمْتُ) أي: قَدَّمْتُ (إليك) النَّهْيَ عن الكسب الحرامِ قبلَ النهي الذي ذكرتُه لك الآن؛ أي: لو بَلغَك النَّهْيُ مني قبل ما ذكرته لك الآن .. (لفعلت بك) التعزير والتأديب على استئذانك في الكسب الحرام.
وقوله:(وفعلت) توكيد لفظي لما قبله؛ بناءً على أن التوكيد اللفظي يجوز فيه اقترانه بالعاطف (قم عني) أي: قم من عندي (وتب) عن كذبك من الشقوة (إلى الله) عز وجل (أما) أي: انتبه من غفلتك واستمع ما أقول لك من النصيحة: (إنك إن فعلْتَ) ما نهيتُك عنه من الغِناء (بعد التقدمة) أي: بعد تقديم النهي عن الغناء (إليك .. ضَربْتُك) للتعزير والتأديب (ضربًا وجيعًا) أي: شديدًا أليمًا لك (وحَلَقْتُ) شَعْرَ (رأسك مُثْلةً) أي: تعييبًا لك وتقبيحًا عليك وتنكيلًا لغيرك (ونفَيْتُك) أي: وغَرَّبْتُكَ (مِن) وَطنِك و (أَهلكِ) وزوجتك عقوبة (وأَحلَلْتُ سَلبَك) أي: وحكمتُ بحِلِّيَّةِ سلبك ومتاعك؛ أي: حِلِّيةَ أَخذِ مالك للمسلمين (نُهْبةً) أي: حالة كونه مَنْهُوبًا مأخوذًا (لِفتْيان أهل المدينة) المنورة وشُبَّانِهم؛ تعزيرًا لك، وتنكيلًا لغيرك وعِبرة لهم.
وقوله: "نهبة" - بضم النون - اسم مصدر بمعنى المنهوب، وهذا حيث