للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَرَّمَ اللهُ عَلَيْكَ مِنْ رِزْقِهِ مَكَانَ مَا أَحَلَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَكَ مِنْ حَلَالِهِ، وَلَوْ كُنْتُ تَقَدَّمْتُ إِلَيْكَ .. لَفَعَلْتُ بِكَ وَفَعَلْتُ، قُمْ عَنِّي وَتُبْ إِلَى اللهِ، أَمَا إِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ بَعْدَ التَّقْدِمَةِ إِلَيْكَ .. ضَرَبْتُكَ ضَرْبًا وَجِيعًا، وَحَلَقْتُ رَأْسَكَ مُثْلَةً، وَنَفَيْتُكَ مِنْ أَهْلِكَ، وَأَحْلَلْتُ سَلَبَكَ نُهْبَةً لِفِتْيَانِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

===

حرم الله عليك من) الأسباب في طلب (رزقه) وهي الغناء وضرب الدف والتصفيقُ عليه بضرب الكفين؛ أي: اخترت ما حرم الله عليك (مكان) أي: بدل (ما أحل الله عز وجل لك من حلاله) أي: من حلال الكسب؛ كالحرف والصناعة والتجارة والزراعة مثلًا.

(ولو كنتُ تَقدَّمْتُ) أي: قَدَّمْتُ (إليك) النَّهْيَ عن الكسب الحرامِ قبلَ النهي الذي ذكرتُه لك الآن؛ أي: لو بَلغَك النَّهْيُ مني قبل ما ذكرته لك الآن .. (لفعلت بك) التعزير والتأديب على استئذانك في الكسب الحرام.

وقوله: (وفعلت) توكيد لفظي لما قبله؛ بناءً على أن التوكيد اللفظي يجوز فيه اقترانه بالعاطف (قم عني) أي: قم من عندي (وتب) عن كذبك من الشقوة (إلى الله) عز وجل (أما) أي: انتبه من غفلتك واستمع ما أقول لك من النصيحة: (إنك إن فعلْتَ) ما نهيتُك عنه من الغِناء (بعد التقدمة) أي: بعد تقديم النهي عن الغناء (إليك .. ضَربْتُك) للتعزير والتأديب (ضربًا وجيعًا) أي: شديدًا أليمًا لك (وحَلَقْتُ) شَعْرَ (رأسك مُثْلةً) أي: تعييبًا لك وتقبيحًا عليك وتنكيلًا لغيرك (ونفَيْتُك) أي: وغَرَّبْتُكَ (مِن) وَطنِك و (أَهلكِ) وزوجتك عقوبة (وأَحلَلْتُ سَلبَك) أي: وحكمتُ بحِلِّيَّةِ سلبك ومتاعك؛ أي: حِلِّيةَ أَخذِ مالك للمسلمين (نُهْبةً) أي: حالة كونه مَنْهُوبًا مأخوذًا (لِفتْيان أهل المدينة) المنورة وشُبَّانِهم؛ تعزيرًا لك، وتنكيلًا لغيرك وعِبرة لهم.

وقوله: "نهبة" - بضم النون - اسم مصدر بمعنى المنهوب، وهذا حيث

<<  <  ج: ص:  >  >>