قال الزركشي وغيره: وإنما قال: بثمان، ولم يقل: بثمانية، والأطرافُ مذكر؛ لأنه لم يذكرها؛ كما يقال: هذا الثوب سبع في ثمان؛ أي: سبعةُ أذرع في ثمانية أشبار، فلمَّا لم يَذْكُرِ الأشبارَ .. أنث؛ لتأنيثِ الأَذْرع التي قبلها. انتهى.
قوله:"أخرجوهم من بيوتكم" وإنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإخراجهم مع أنه أَذِنَ لهم أولًا في الدخول على النساء؛ لأنه صلى الله عليه وسلم إنما أذن لهم أولًا في الدخول عليهن؛ لِمَا كان يظن بهم مِن أنهم مِن غير أُولي الإِرْبة، فلما عَرفَ بكلامه هذا الذي قاله لعبد الله بن أبي أمية أنه يعرفُ محاسنَ النساء ويصفُها للأجانب .. حَرَّم دخولَه عليهن.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب المغازي، باب غزوة الطائف، وفي كتاب اللباس، باب إخراج المتشبهين، ومسلم في كتاب السلام، باب منع المخنث من الدخول على النساء الأجانب، وأبو داوود في كتاب اللباس، باب في قوله: غير أولي الإربة، وأحمد في "مسنده".
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول للاستئناس للترجمة، والثاني للاستدلال به عليها.