متصور (في صورة آدمي) وشكله (فجعلوه) أي: فجعل الفريقان من الملائكة ذلك الملك المتصور بصورة آدمي محكمًا (بينهم) فيما تنازعوا فيه (فقال) لهم ذلك الملك المحكم: (قيسوا) أي: حاسبوا بالمساحة قدر مسافة (ما بين الأرضين) أي: القريتين التي خرج منها والتي ذهب إليها (فإلى أيتهما) أي: إلى أية الأرضين (كان) ذلك الرجل القتال (أدنى) وأقرب .. (فهو) أي: فذلك القتال (له) أي: لذلك الأقرب إليه من الأرضين.
(فقاسوه) أي: قاست الملائكتان وحسبت قدر مسافة ما بين الأرضين (فوجدوه) أي: فوجدوا ذلك القتال (أدنى) وأقرب (إلى الأرض التي أراد) الهجرة إليها (بقدر شبر، فقبضته) أي: فقبضت روح ذلك القتال (ملائكة الرحمة) فكان من أهل الجنة بفضل الله تعالى وكرمه. انتهى منه.
(قال قتادة) بن دعامة بالسند السابق: (فحدثنا) هذا الحديث (الحسن) بن أبي الحسن) اسمه: يسار البصري الأنصاري مولاهم، ثقة فقيه، من الثالثة، مات سنة عشر ومئة (١١٠ هـ). يروي عنه:(ع).
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لمَّا حضره) أي: حضرَ ذلك القتَّال (الموت) أي: مقدماتهُ (احْتَفزَ) ذلك القتَّال (بنفسه) الباء للتعدية؛ أي: دفَعَ نَفْسَه ومال بها إلى القرية الصَّالِحَةِ (فقَرب من القرية الصالحة وباعَدَ) أي: أَبْعَدَ ذلك القتال (منه) أي: من نفسه (القرية الخبيثة، فألحقوه بأهل القرية الصالحة) فقبضته ملائكة الرحمة.