وشاهده (قوله) تعالى في سورة التوبة: {وَمَا نَقَمُوا} أي: وما أنكر هؤلاء المنافقون، وما كرهوا من أمر الإسلام وبعثة الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم شيئًا يقتضي الكراهة والانتقام من الرسول؛ حيث قصدوا قتله {إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ}(١)؛ أي: من عطائه.
(قال) ابن عباس: أغناهم بأخذ دية قتيلهم اثني عشر ألف درهم، وبالغنائم أيضًا، وكانوا أولًا عالة فقراء.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة أن مولى بني عدي بن كعب قتل رجلًا من الأنصار، فقضى النبي صلى الله عليه وسلم بالدية اثني عشر ألفًا، وفيه نزلت:{وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ}؛ أي:(بأخذهم الدية). انتهى من "الحدائق".
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: أربعة أحاديث:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد، والثالث للاستئناس، والرابع للمتابعة.