وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) النبي صلى الله عليه وسلم: (من قتل) نفسًا محترمة (في عمية) - بكسر عين وتشديد ميم مكسورة وياء مشددة مفتوحة آخره تاء - بوزن رِمِّيَّة، ويقصر، فيقال: عِمِّيّا بوزن فعيلى؛ من العمى؛ كالرمية والرميا؛ من الرمي، أي: من قتل نفسًا محترمة في حال لم يظهر فيها غرض قتله؛ هل لإعلاء كلمة الله وإظهار دينه، أو لنصر عصبته وقبيلته، أو للدفع عن وطنه أو ماله أو حريمه أو عن نفسه؛ لكون المقتول صائلًا عليه من العمى؛ وهو خفاء حال الشيء وعدم ظهوره؛ أي: مَنْ قتل قتلًا أُعْمِيَ الغرضُ منه (أو) قتَل في (عصبيَّةٍ) أي: قَتلَ قتلًا لغرضِ الدفاع عن عَصبيَّتِه وقبيلتِه؛ أي: قَتله في كل من الحالتين (بحجر) خفيف لا يَقْتل غالبًا (أو) بـ (سوط أو عصًا) خفيفين لا يقتلان غالبًا .. (فعليه) أي: فالواجبُ عليه (عَقْلُ الخطأ) أي: ديةُ قتلِ الخطا؛ أي: دية مخففة مؤُجَّلةٌ على عاقلتِه وعصبتِه.
(ومن قتل) في عمية أو عصبية قتلًا (عمدًا) بأن قتله قاصدًا بما يقتل غالبًا؛ كالسيف والرماح والبنادق .. (فهو) أي: فالواجب عليه (قود) أي: قصاص (ومن حال) أي: حجز (بينه) أي: بين القاتل (وبينه) أي: وبين الاقتصاص منه؛ أي: صار حائلًا ومانعًا من الاقتصاص .. (فعليه) أي: فعلى ذلك الحائل بينهما أيّا كان (لعنة الله) أي: طرده من رحمته (و) لعنة (الملائكة والناس أجمعين) توكيد لكل منهما؛ ومعنى لعنتهما: دعاؤهما عليه بلعنة الله تعالى (لا يقبل منه) أي: من ذلك الحائلِ بينهما (صرفٌ ولا عَدْلٌ).