وخذوا في عوضه كذا وكذا من المال، فأبوا في المرة الأولى، ورَضُوا ما ذكرَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم في المرة الثانية.
(فقال) لهم (النبيُّ صلى الله عليه وسلم: إني خَاطِبٌ) من الخُطْبةِ - بالضم - أي: مُظْهِرٌ (على الناس) ما اتَّفَقْنَا عليه في خُطبتي لهم (ومُخْبرهم برضاكم) ذلك العوض (قالوا) أي: قال أهل المشجوج له صلى الله عليه وسلم: (نعم) أَخْبِرْهم ما اتفقنا عليه (فخَطَب النبيُّ صلى الله عليه وسلم) الناسَ، وفي رواية أبي داوود زيادة لفظة:(العَشِيَّةَ) أي: خطبهم في العشية؛ أي: في وقت العشية؛ وهي ما بعد الزوال (فقال) النبي صلى الله عليه وسلم في خطبتِه: (إن هؤلاء اللَّيثيِّينَ) الذين شُجَّ منهم رجل واحد (أَتَوْني) أي: جاءوني مع الرجل المشجوج منهم حالة كونهم (يريدون القوَدَ) أي: الاقتصاصَ لصاحبهم، فطلَبْتُ منهم العَفْوَ عن الاقتصاصِ على عوضيى (فعَرضْتُ عليهم) أي: أظهرت عليهم من عوض الصلح مالًا قَدْرُهُ (كذا وكذا) فقلتُ لهم: (أرضيتم؟ ) أي: هل رضيتم هذا القَدْرَ مِن عوض الصلح؟ فـ (قالوا لا) نَرْضَى هذا القدْر في عوضِ صلحنا.
قال الراوي:(فهَمَّ) أي: قصَدَ الوُقوعَ (بهم المهاجرون) من الصحابةِ حين قالوا له صلى الله عليه وسلم: لا نَرْضَى منك هذا القدر (فأمَر النبي صلى الله عليه وسلم) المهاجرين (أن يكفُّوا) ويمنعوا أنفسَهم عن الوقوع عليهم