أكثر روايات البخاري وأبي داوود وابن ماجه وفي أخرى للنسائي أن الجانية هي الربيع نفسها دون أختها.
الثاني: الجناية في رواية مسلم هي الجرح فقط، وفي أكثر روايات البخاري أنها كسر الثنية.
الثالث: أن الحالفة في رواية مسلم أم الربيع، وفي أكثر روايات البخاري أن الحالف أنس بن النضر عم أنس بن مالك وأخو الربيع، وكذا في رواية ابن ماجه.
وجمع النووي بين هذه الروايات بأنها قصتان متغايرتان، قد جرحت أخت الربيع في إحداهما إنسانًا، فحلفت أم الربيع.
وكسرت الربيع في أخراهما ثنية جارية، فحلف أنس بن النضر، وبه جزم الكرماني في "شرح البخاري"(٢٤/ ٢١)، وإليه مال العيني في "عمدة القاري"(١١/ ٢٠٣)، والأبي في "شرح مسلم"(٤/ ٤١٧) وغيرهم.
ولكن حمل الروايتين على تعدد القصتين بعيد؛ لأن الراوي واحد، وسياق القصة واحد، وربما يخطر بالبال احتمال أن رواية ثابت عند مسلم كانت في الأصل هكذا:(عن أنس أن أخت الربيع جرحت إنسانًا)، فصارت في بعض الكتابات: عن أن أخت الربيع جرحت، بما يظهر منه أن أخت الربيع هي الجارحة، مع أنه كان لبيان أن الربيع أخت أنس، ومثل ذلك لا يبعد عن النساخ؛ لأن الفرق في كتابة (أخت) و (أخته) يسير جدًّا، فإن كان هذا صحيحًا .. فيرتفع الخلاف في الأمر الأول، والله أعلم.
وأما الأمر الثاني .. فرفع الاختلاف فيه أيسر، لأن الجرح شامل لكسر الثنية، فلا منافاة بينهما.
وبقي الاختلاف في الأمر الأخير في تعيين الحالف، ويحتمل أن يكون أحد