قال الخطابي: لم أزل أسمع أصحاب الحديث يقولون: غلط فيه عبد الرزاق، وإنما هو:(البئر جبار) حتى وجدته لأبي داوود عن عبد الرزاق الصنعاني عن معمر، فدل على أن الحديث لم ينفرد به عبد الرزاق، هذا آخر كلامه.
ومن قال: هو تصحيف (البئر) .. احتج في ذلك بأن أهل اليمن يميلون النار بكسر النون منها، فسمعه بعضهم على الإمالة، فكتبه بالياء؛ أي: بلفظ البير، فنقله مصحفًا، فعلى هذا الذي ذكره، هو على العكس مما قاله.
قلت: وهذا يقتضي أن يكون البئر مصحفًا من النار، ويكون الأصل النار لا البئر، وهو خلاف المطلوب، فليتأمل. انتهى من "العون" مع "السندي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الديات، باب في النار تعدى.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به.