للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ؛ وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا".

===

غيره، وروي بفتحها؛ وهو من عاهده الإمام، قال القاضي: يريد بالمعاهد: من كان له مع المسلمين عهد شرعي، سواء كان بعقد جزية، أو هدنة من سلطان، أو أمان من مسلم.

(لم يرح) أي: لم يشم (رائحة الجنة) يقال: راح يريح أو يراح، أو أراح يريح؛ أي: لم يشم ريحها؛ وهو كناية عن عدم الدخول فيها ابتداء؛ بمعنى: أنه لا يستحق ذلك، أو المعنى: أنه لا يجد ريحها وإن دخلها.

(و) الحال (إن ريحها ليوجد من مسيرة) أي: من مسافة (أربعين عامًا) وجملة إن في محل النصب على الحالية؛ أي: والحال أن ريح الجنة لتوجد من تلك المسافة، قال السيوطي: وفي رواية: (سبعين عامًا)، وفي الأخرى: (مئة عام)، وفي "الفردوس": (ألف عام)، وجمع: بأن ذلك بحسب اختلاف الأشخاص والأعمال وتفاوت الدرجات، فيدركها من شاء الله من مسيرة ألف عام، ومن شاء من مسيرة أربعين عامًا، وما بين ذلك، قاله ابن العربي وغيره، ذكره القاري في "المرقاة وقال: ويحتمل أن يكون المراد من الكل: طول المسافة لا تحديدها. انتهى.

قلت: ذكر الحافظ هذه الروايات المختلفة، وذكر أن في رواية الطبراني عن أبي بكرة: (خمس مئة عام)، ووقع في "الموطأ" في حديث آخر: (خمس مئة عام)، وهذا اختلاف شديد، ثم ذكر وجه الجمع عن ابن بطال، ولم يَرْضَ به؛ لما فيه من التكلف، ثم ذكر: والذي يظهر لي في الجمع أن يقال: إن الأربعين أقل زمن يدرك به ريح الجنة من في الموقف، والسبعين فوق ذلك، أو ذكرت للمبالغة، والخمس مئة ثم الألف أكثر من ذلك، ويختلف ذلك باختلاف الأشخاص والأعمال؛ فمن أدركه من المسافة البعدى .. أفضل

<<  <  ج: ص:  >  >>