للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تَأْمُلُ الْعَيْشَ وَتَخَافُ الْفَقْرَ، وَلَا تُمْهِلْ؛ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ نَفْسُكَ هَا هُنَا .. قُلْتَ: مَالِي لِفُلَانٍ وَمَالِي لِفُلَانٍ، وَهُوَ لَهُمْ وَإِنْ كَرِهْتَ".

===

(تأمل) - بضم الميم - من باب نصر؛ أي: ترجو (العيش) أي: الحياة، خبر ثالث (وتخاف) أي: تخشى (الفَقْر) أي: العُدْمَ إن أنفقته معطوف على تأمل؛ فإن المال يعز صرفه على النفس حينئذ، فيصير محبوبًا لها، قال تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} (١).

(ولا تمهل) أي: ولا تؤخره عن الإنفاق؛ من الإمهال (حتى إذا بلغت نفسك) أي: روحك (ها هنا) أي: الحلقوم؛ كناية عن مقدمات الموت .. (قلت) جوابُ إذا بلغتَ: أَوْصيتُ (مالي لفلان و) أوصيت (مالي لفلان) من الورثة (وهو) أي: والحال أن ذلك المال مملوك (لهم) أي: لورثتك (وإن كرهت) ذلك؛ أي: كونه لهم بغير اختيارك.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الأدب، باب من أحق الناس بحسن الصحبة، ومسلم في كتاب البر والصلة والأدب، باب بر الوالدين وأنهما أحق به، وأبو داوود في كتاب الوصايا، باب ما جاء في كراهية الإضرار في الوصية مختصرًا، والنسائي في كتاب الوصايا، باب الكراهية في تأخير الوصية، وأحمد في "المسند".

فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *

ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة بحديث بسر بن جحاش رضي الله تعالى عنهما، فقال:


(١) سورة آل عمران: (٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>