الصبية؛ أي: رفع صوته عند ولادته؛ يعني: علم حياته و (ورث) - بضم فتشديد راء مكسورة - أي: جعل وارثًا.
قال في "شرح السنة": لو مات إنسان ووارثه حمل في البطن .. يوقف له الميراث؛ فإن خرج حيًّا .. كان له، وإن خرج ميتًا .. فلا يورث منه، بل الميراث لسائر ورثة ذلك الإنسان، فإن خرج حيًّا ثم مات .. يورث منه، سواء استهل أو لم يستهل بعد أن وجدت فيه أمارة الحياة من عطاس أو تنفس أو حركة دالة على الحياة، سوى اختلاج الخارج عن المضيق، وهو قول الثوري والأوزاعي والشافعي وأصحاب أبي حنيفة رحمه الله تعالى، وذهب قوم إلى أنه لا يورث منه ما لم يستهل، واحتجوا بهذا الحديث.
والاستهلال: رفع الصوت، والمراد منه عند الآخرين: وجود أمارة الحياة، وعبر عنها بالاستهلال؛ لأنه يستهل حالة الانفصال في الأغلب، وبه يعرف حياته، وقال الزهري: أرى العطاس استهلالًا. انتهى كلامه في "شرح السنة".
قال السيوطي: قال البيهقي في "سننه": رواه ابن خزيمة عن الفضل بن يعقوب الجزري عن عبد الأعلى بهذا الإسناد، وزاد موصولًا: تلك طعنة الشيطان، كل بني آدم نائل منه تلك الطعنة إلا ما كان من مريم وابنها؛ فإنها لما وضعتها أمها .. قالت: إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم، فضرب دونها حجاب فطعن فيه. انتهى كلام السيوطي.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه أبو داوود في كتاب الفرائض، باب في المولود يستهل ثم يموت، رقم (٢٩١٨) بسند صحيح إلا أن فيه ابن إسحاق، فهو مدلس.
قلت: ابن إسحاق لا يقدح في السند؛ لأنه ثقة مشهور بالعلم لا سيما في