المجاهدين في معسكرهم، ليستعينوا بها على غزوهم (وأقام) هو؛ أي: ذلك المرسل (في بيته) ومنزله؛ والمراد بإقامته في بيته: عدم خروجه إلى الجهاد فيما إذا كان فرض كفاية وإن لم يجلس في البيت؛ بأن تقلب في البلاد للتجارة مثلًا.
(فله) أي: فلذلك المرسل (بكل درهم) بعثه إليهم (سبع مئة درهم) لأن الحسنة بعشر أمثالها وما فوقها إلى سبع مئة (ومن غزا) وجاهد (بنفسه في سبيل الله) تعالى (و) مع غزوه (أنفق) ماله وصرف (في وجه ذلك) الجهاد وطريقه .. (فله) أي: فلذلك الغازي الذي أنفق ماله في ذلك الجهاد الذي خرج إليه؛ أي: أنفق على المجاهدين في ذلك الجهاد (بكل درهم) من تلك الدراهم التي أنفقها (سبع مئة ألف درهم).
(ثم) بعدما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الكلام (تلا) وقرأ مصداق قوله ذلك (هذه الآية) الكريمة؛ يعني: قوله تعالى: {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ} أي: يعطي الأضعاف الكثيرة في الإنفاق {لِمَنْ يَشَاءُ}(١) المضاعفة له.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد في "صحيح مسلم" و"الترمذي" و"النسائي" و"ابن ماجه" من حديث ثوبان، وفي "الترمذي" من حديث خريم بن فاتك.