من غزواته؛ كما في رواية مسلم تصريح لفظ:(الغزاة)، ولكن لم أر في حديث جابر من عَيَّن تلك الغزاةَ، ولعلها: غزوة تبوك؛ كما صرح بها في حديث أنس السابق:(إن بالمدينة رجالًا) من المؤمنين (ما قطعتم) أنتم أيها المرافقون بي في مسيركم (واديًا) من الأودية التي بين المدينة وتبوك (ولا سلكتم طريقًا) في مسالككم .. (إلا شركوكم في الأجر) والثواب على جهادكم؛ لأجل نيتهم له وتأسفهم على فواته إياهم.
قال أهل اللغة: شَرِكَهُ - بكسر الراء - بمعنى: شاركه؛ لأن المقصود منه معنى المفاعلة.
وفي هذا الحديث فضيلة النية بالخير، وأن من نوى الغزو أو غيره من الطاعات فعرض له عذر منعه .. حصل له ثواب نيته، وأنه كلما أكثر من التأسف على فوات ذلك، وتمنى كونه مع الغُزاة ونحوهم .. كثر ثوابه، والله أعلم. انتهى "نووي".
وإنما شركوكم في الأجر؛ لأنه (حبسهم) ومنعهم من الخروج معكم (العذر) أي: عذر المرض ونحوه؛ كفقد الزاد والمركوب وخوف ضياع العيال.
ويؤيد هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم فيمن غلبه النوم عن صلاة الليل:"إنه يكتب له أجر صلاته، وكان نومه صدقةً عليه"، والله أعلم. انتهى منه.
قال أبو الحسن بن بحر تلميذ المؤلف:(قال) شيخنا (أبو عبد الله بن ماجه): قال شيخي: ما كتبته من لفظ العذر (أو كما قال) شيخي أحمد بن سنان، (كتبته حفظًا) أي: مثل ما كتبته معنى لا لفظًا؛ وذلك النحو؛ كقوله: