وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الدعوات (٤٦)، باب حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكندي، وقال: هذا حديث حسن، ولكن رواه ابن ماجه مختصرًا بسند صحيح، ولفظ الترمذي:(عن أبي هريرة أن رجلًا قال: يا رسول الله؛ إني أريد أن أسافر فأوصني، قال: (عليك بتقوى الله) أي: بمخافته والحذر من عصيانه (والتكبير) - بالتحريك - معطوف على التقوى؛ أي: وأوصيك بقول: "الله أكبر" عند الصعود (على كل شرف) أي: على كل مكان مرتفع.
ومناسبة التكبير عند الصعود إلى المكان المرتفع: أن الاستعلاء والارتفاع محبوب للنفوس؛ لما فيه من استشعار الكبرياء، فشرع لمن تلبس به أن يذكر كبرياء الله تعالى، وأنه أكبر من كل شيء، فيكبره؛ ليشكره على ذلك، فيزيده من فضله، قاله الحافظ.
(فلما أن ولى الرجل) أي: أدبر وذهب، و"أن" زائدة؛ كما هي القاعدة النحوية بعد لما .. (قال) أي: دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بظهر الغيب؛ فإنه أقرب إلى الإجابة بقوله:(اللهم؛ اطو له البعد) أمر؛ من الطي؛ أي: قربه له وسهل له؛ والمعنى: ارفع عنه مشقة السفر بتقريب المسافة البعيدة له حسًّا أو معنىً (وهون عليه السفر) أي: أموره ومتاعبه، وهو تعميم بعد تخصيص.
قوله:(هذا حديث حسن) بالنظر إلى سنده؛ لأن فيه زيد بن الحباب، وهو صدوق يخطئ، هذا آخر كلام الترمذي مع شرحه "تحفة الأحوذي".
وأما على رواية ابن ماجه .. فدرجة هذا الحديث: أنه صحيحح لصحة سنده، وشاركه أيضًا: النسائي، وغرضه: الاستدلال به على الجزء الأخير من الترجمة.