قال القرطبي: وفيه دليل على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وعلى صدقه؛ فإنه قد وقع ما أخبر عنه من الغيب على نحو ما أخبر به. انتهى من "المفهم".
(فلما انصرفوا) ورجعوا (من غزاتهم) التي في البحر (قافلين) أي: راجعين منها.
قوله:(فنزلوا الشام) الفاء فيه زائدة في جواب لما؛ أي: نزلوا من السفن في الشام، وفي قوله:(فقربت إليها دابة) عاطفة على نزلوا؛ أي: قربت إليها دابة (لتركبـ) ها، والفاء في قوله:(فصرعتها) عاطفة على محذوف معلوم من السياق؛ تقديره: فركبتها؛ أي: فلما ركبتها .. أسقطتها، وفي قوله:(فماتت) عاطفة على صرعتها؛ أي: فلما ركبت الدابة .. أسقطتها الدابة، فماتت بسبب إسقاط الدابة لها في الطريق حين رجعوا من غزوهم بغير مباشرة للقتال، وقد قال صلى الله عليه وسلم:"من قتل في سبيل الله .. فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله .. فهو شهيد" رواه مسلم.
وفي رواية البخاري في باب غزوة المرأة في البحر:(فلما قفلت .. ركبت دابتها، فوقصت بها، فسقطت عنها فماتت).
والذي استخلصه الحافظ من جميع الروايات في هذا الباب أنه لما وصلوا إلى جزيرة قبرص .. بادرت المقاتلة، وتأخرت الضعفاء؛ كالنساء، فلما غلب المسلمون وصالحوهم .. طلعت أم حرام من السفينة قاصدةً البلد؛ لتراها وتعود راجعةً إلى الشام، فقدمت لها بغلة شهباء لتركبها، فركبتها فوقصت بها وماتت.
وذكر ابن حبان: أن قبرها بجزيرة في بحر الروم يقال لها: قبرص، وذكر