وهذا أحد الأقوال في تفسير الشكال، ولكن ذكر ابن سيده في "المخصص"(٢/ ١٥٦) عن الأصمعي قال: فإذا ابيضت اليد والرجل التي من شقها .. قيل: به شكال، فإذا ابيضت رجله من شقه الأيمن ويده من شقه الأيسر .. قيل: به شكال مخالف، وفرس مشكول وذو شكال، فإذا كان محجل الرجل واليد من الشق الأيمن .. فهو ممسك الأيامن ومطلق الأياسر وهم يكرهونه، فإذا كان محجل الرجل واليد من الشق الأيسر .. فهو ممسك الأياسر مطلق الأيامن، وهم يستحسنونه. انتهى.
وقد ذكر النووي رحمه الله تعالى عدة أقوال أخرى في تفسير الشكال، وفي "النهاية": الشكال في الخيل: هو أن تكون ثلاث قوائم منها محجلةً وواحدة مطلقةً؛ تشبيهًا بالشكال الذي تشد به الخيل؛ وهو حبل تشد به قوائمها؛ لأنه يكون في ثلاث قوائم غالبًا، وقيل: هو أن تكون الواحدة محجلةً، والثلاث مطلقة، وقيل: هو أن تكون إحدى رجليه وإحدى يديه من خلاف محجلتين. انتهى من "تلخيص النهاية".
قلت: وهذا القول الأخير هو في معنى ما فسر به مسلم الشكال في الرواية التالية في "صحيحه"، قالوا: وإنما كرهه صلى الله عليه وسلم؛ لأنه على صورة المشكول، وقيل: يحتمل أن يكون جَرَّب ذلك الجِنْسَ فلم يَجِدْ فيه نَجابةً، قال النووي: قال بعض العلماء: إذا كان مع ذلك أغَرَّ .. زالَتْ الكراهة؛ لزوال شَبهِ الشكال.
وقال القرطبي: يحتمل أنه إنما كرهه؛ لما يقال: إن حوافر المشكل وأعضاءه ليس فيها من القوة ما في غير المشكل، حكاه الأبي.
ثم قال: فالكراهة على هذا هي بمعنى النفرة، لا الكراهة التي هي أحد الأحكام الخمسة، ويدل على ذلك أن تلك مُتعلَّقها الأفعالُ، ومتعلَّقُ هذه