أبو عبد الرحمن المدني مشهور من أعيان الصحابة رضي الله تعالى عنه، شهد بدرًا وما بعدها، وكان إليه المنتهى في العلم بالأحكام والقرآن، مات بالشام سنة ثماني عشرة. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(أنه) أي: أن معاذًا (سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من قاتل في سبيل الله عز وجل من رجل مسلم) قدر (فُوَاق ناقةٍ .. وجبت له الجنة) - بضم الفاء وفتحها - أي: قدر ما بين الحَلْبتَينِ من الناقة؛ لأنها تحلب ثم تترك سُويعة ترضع الفصيل؛ لِتَدِرَّ، ثم تُحْلَب.
وقيل: يحتمل ما بين الغداة إلى المساء، أو ما بين أن تُحْلَب في ظرف فامتلأ، ثم تحلب في ظرف آخر، أو ما بَيْنَ جَرِّ الضرعِ إلى جر آخر من ضرع أخرى، وهو أليق بالترغيب في الجهاد، ونصبه على الظرفية بتقدير وقت فواق ناقة وقتًا مقدرًا بذلك، أو على إجرائه مجرى الصدر؛ أي: وقتًا قليلًا. انتهى من "السندي".
قال في "القاموس": الفواق - كغراب -: هو ما بين الحلبتين من الوقت ويفتح، أو ما بين فتح يدك وقبضها على الضرع. انتهى.
وقال في "المجمع": هو ما بين الحلبتين؛ لأنها تحلب ثم تترك سويعة ترضع الفصيل؛ لتدر، ثم تحلب. انتهى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الجهاد، باب فيمن سأل الله تعالى الشهادة، والترمذي في كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الغدو والرواح في سبيل الله مطولًا.