(قال) عمرو بن عبسة: (أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت) له: (يا رسول الله، أي الجهاد أفضل؟ ! أي: أكثر أجرًا (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في جواب سؤالي: أفضل الجهاد جهاد (من أُهريق) وصُبَّ (دمه) على الأرض؛ من الإراقة؛ وهو صبُّ الماء، والهاء زائدةٌ، وهو كناية عن قتله شهيدًا؛ أي: جِهادُ مَن أَفْنَى نَفْسَه ومالَه في سبيل الله (وعُقر) أي: طُعن (جوادهُ) أي: فرسه الجيِّدُ.
قال الدميري: الجواد: الفرس الجيد، سمي بذلك؛ لأنه يجود بجريه، والأنثى جواد أيضًا.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد أخرجه أبو داوود في كتاب الصلاة، باب طول القيام عن عبد الله بن حُبَشِيٍّ الخَثْعَمِيِّ، وأحمد في "مسنده"، والنسائي في كتاب الزكاة، بابُ جُهْدِ المقل، وفي كتاب الإيمان، باب أفضل الأعمال، وابن الأعرابي في "معجمه"، والدارمي في "مسنده" في كتاب الجهاد، بابٌ أيّ الجهاد أفضل عن جابر، وفي كتاب الصلاة، باب أي الصلاة أفضل، عن عبد الله بن حبشي.
فهذا الحديث: سنده حسن، ومتنه صحيح بغيره، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به لحديث معاذ بن جبل.
ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث معاذ بن جبل بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، فقال: