يجرح) بالبناء للمفعول أي: ما منكم مجروح يجرح (في سبيل الله) وطاعته ولو كان جرحه قليلًا.
وقوله:(والله أعلم بمن يجرح في سبيله) وطاعته .. جملة معترضة بين المستثنى والمستثنى منه، أتى بها؛ لتفخيم شأن من يكلم في سبيل الله، ونظيره قوله:{قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى}(١)؛ فإن قوله:{وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ} معترض بين كلامي أم مريم.
والمعنى: والله أعلم بالشيء الذي وضعت، وما علق به من عظائم الأمور، أفاده في "المرقاة".
قال السندي: يعني: أن المدار على الإخلاص الباطني، لا على الظاهر، وهو مما يعلم الله تعالى. انتهى.
(إلا جاء) ذلك المجروح (يوم القيامة وجرحه) أي: والحال أن جرحه (كهيئته) أي: كائن على هيئته وصورته وصفته التي كان عليها (يوم) كلم و (جرح؛ اللون) أي: لون ما يخرج منه (لون دم) أي: كلون دم (والريح) أي: ريح ما يخرج منه (ريح مسك) أي: رائحته طيبة؛ كرائحة مسك.
والحكمة في مجيئه يوم القيامة على هيئته؛ لكي يكون معه شاهدُ فضيلتِه، وبَذْلِه نفسه في طاعة الله تعالى. انتهى "نووي".
وخص المسك بذكره في التشبيه؛ لحديث "المسك أطيب الطيب". انتهى "أبي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الوضوء، وفي