أحدها: أنه (يغفر) الله عزَّ وجلَّ (له) أي: للشهيد (في أول دفعة) وقطرة (من دمه) قال الدميري: ضبطناه في "جامع الترمذي" بضم الدال.
وكذلك قال أهل اللغة: الدفعة - بالضم -: ما دفع من إناءٍ أو سقاءٍ فانصب بمرة، وكذلك الدفعة من المطر وغيره؛ مثل الدفقة - بالقاف - يقال: جاء القوم دفعةً واحدةً - بالضم - إذا دخلوا مرةً واحدة.
وأما الدفعة - بالفتح - فهي المرة الواحدة من الدفع؛ وهو الإزالة بالقوة، فليس مرادًا ها هنا.
(و) ثانيها: أنه (يرى) بالبناء للمفعول (مقعده) بالنصب على أنه مفعول ثان ليرى؛ من الإراءة؛ أي: مقره ومنزله (من الجَنَّة) أي: يريه الله ويطلعه على منزله في الجَنَّة.
(و) ثالثها: أنه (يجار) ويؤمن (من عذاب القبر) وضغطته؛ من الإجارة؛ وهو الأمان والسلامة.
(و) أنه أيضًا؛ (يأمن) وينجو (من الفزع الأكبر) والهول الأعظم، والشدائد الأفخم في عرصات القيامة، وهما خصلتان يعدان واحدة.
(و) رابعها: أنه (يحلى) من التحلية؛ أي: يلبس (حلة الإيمان) من إضافة المسبب إلى السبب.
قال السندي: قوله: "ويحلى" المضبوط بتشديد اللام، وإضافة الحلة إلى الإيمان؛ بمعنى: أنَّها علامة لإيمان صاحبها، أو بمعنى: أنَّها مسببة عنه؛ أي: يلبس ويزين بحلة سببها الإيمان بالله تعالى.