للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَعُودُهُ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْ أَهْلِهِ: إِنْ كُنَّا لَنَرْجُو أَنْ تَكُونَ وَفَاتُهُ قَتْلَ شَهَادَةٍ فِي سَبِيلِ الله، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ؛ الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهَادَةٌ، وَالْمَطْعُونُ

===

عليه وسلم (يعوده) أي: يعود جابر بن عتيك ويزوره من مرضه، وفي رواية أبي داوود زيادة: (فوجده) النبي صلى الله عليه وسلم (قد غلب) بالبناء للمفعول؛ أي: فوجد النبي صلى الله عليه وسلم جابر بن عتيك مغلوبًا؛ غلب عليه أمر الله ودنا من الموت (فقال قائل من أهله) أي: من أهل جابر بن عتيك؛ كما صرح به في رواية أبي داوود حيث قال: (قالت ابنته) ولم أر من ذكر اسم تلك البنت: (إن كنا) معاشر أهله (لنرجو) ونطمع (أن تكون وفاته) أي: سببها (قتل شهادة في سبيل الله) لأنه قد جهز للجهاد، وأخذه المرض قبل خروجه للجهاد.

وقوله: (إن كنا) إن مخففة من الثقيلة؛ بدليل ذكر اللام الفارقة بعدها، واسمها ضمير الشأن محذوفًا، وجملة تكون صلة أن المصدرية، أن مع صلتها في تأويل مصدر منصوب على أنه مفعول به لنرجو؛ تقديره: إن كنا لنرجو كون وفاته قتل شهادة، وجملة نرجو في محل النصب خبر كان، واللام فيه لام الابتداء، أتى بها؛ للفرق بين المخففة والمصدرية؛ والتقدير: إن كنا لراجين كون سبب وفاته قتل شهادة في سبيل الله، وجملة كان في محل الرفع خبر إن المخففة؛ والتقدير: إن الشأن والحال لنحن راجون كون سبب وفاته قتل شهادة في سبيل الله، وجملة إن المخففة مقول قال.

(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شهداء أمتي إذًا) أي: إذا لَمْ تكن الشهادة إلَّا القتل القليل) وقد جرى منهم كلام اقتضى ذلك، فلذلك رد عليهم بما ذكر (القتل) أي: المقتول (في سبيل الله شهادة) أي: شهيد (والمطعون)

<<  <  ج: ص:  >  >>