للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَأَنْ أُشَيِّعَ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللهِ فَأَكُفَّهُ عَلَى رَحْلِهِ غَدْوَةً أَوْ رَوْحَةً. . أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا".

===

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأنَّ فيه ابن لهيعة، وشيخه زبان بن فائد، وهما ضعيفان.

(عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لأن أشيع) وأجهز وأهيئ بزاده وسلاحه (مجاهدًا) أي: غازيًا واحدًا يجاهد (في سبيل الله) تعالى وطاعته وإعلاء كلمة الإيمان وإبطال كلمة البهتان (فأكفه) أي: فأحمله بكفي (على رحله) ومركوبه عند خروجه من منزله لسفر الجهاد، هو من الكفاية، قال الدميري: هو أن يحرس له متاعه إذا غدا وبكر (غدوة) أي: بكرة للجهاد (أو) إذا راح وذهب آخر النهار (روحةً) أي: مرةً من الرواح للجهاد.

وقوله: "أحب" خبر المبتدأ؛ أي: لكفايتي إياه وخدمتي إياه وقيامي بمؤنته في غدوته وذهابه إلى الجهاد أول النهار، أو في روحته إلى الجهاد آخر النهار؛ أي: لتحصيل أجر خدمتي إياه في هاتين الوقتين. . (أحب إلي) أي: أرغب عندي (من) تحصيل أجر تصدقي بـ (الدنيا وما فيها) من النعيم؛ لكون أجر خدمتي إياه أفضل وأكثر من أجر تصدقي بالدنيا وما فيها من زخارفها.

قال السندي: أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الحديث ترغيب الناس في خدمة المجاهدين ومعونتهم؛ كما في الحديث الآخر: "والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه المسلم".

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه الإمام أحمد من حديث معاذ بن أنس، ورواه الحاكم في "المستدرك" في كتاب الجهاد من طريق يحيى بن أيوب عن زبان بن فائد، وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي في "التلخيص"، والبيهقيُّ في "السنن الكبرى".

<<  <  ج: ص:  >  >>