وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأنَّ فيه ابن لهيعة، وهو ضعيف، لكن لم ينفرد ابن لهيعة؛ فقد رواه النسائي في "عمل اليوم والليلة"، في باب ما يقول عند الوداع عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب عن الليث وسعيد بن أبي سعيد، كلاهما عن الحسن بن ثوبان، والحسن قال فيه أبو حاتم: لا بأس به، فيكون حكم السند الصحة؛ لأنَّ ليث بن سعد وسعيد بن أبي سعيد المقبري تابعا ابن لهيعة في الرواية عن الحسن بن ثوبان، فكان رجال السند ثقات أثباتًا، فحكمه: الصحة.
(قال) أبو هريرة: (ودعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) من التوديع حين خرجت (فقال) لي في توديعي: (أستودعك الله) أي: أَطْلُبُ من الله (الذي لا تَضِيعُ ودائعهُ) حِفْظَك من كل سوء ومكروه في سفرك؛ أَي: الإله الذي لا تكون وديعتُه ضائعةً مُعطَّلة عن الحفظ، بل تكون وديعته محفوظةً في كل مكان وفي كل زمان.
وفي الحديث مشروعية التوديع بالقول الوارد في الحديث.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له متابع، فدرجته: أنَّه صحيح بسند آخر، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
ثمَّ استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة بحديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(١٠٧) - ٢٧٨٣ - (٣)(حدثنا عباد بن الوليد) بن خالد الغبري - بضم