للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أَشْخَصَ السَّرَايَا. . يَقُولُ لِلشَّاخِصِ: "أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ".

===

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأنَّ فيه ابن أبي ليلى، وهو ضعيف سيئ الحفظ جدًّا.

قلت: وحكم هذا السند: الحسن؛ لكثرة طرقه؛ لأنَّ كثرة الطرق تجبر ضعفه فيرتقي إلى درجة الحسن، والله أعلم.

(قال) ابن عمر: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أشخص السرايا) جمع سرية؛ أي: إذا أرسلهم وبعثهم للغزو. . (يقول للشاخص) أي: للذاهب منهم إلى الغزو؛ لأنَّ الشخوص يأتي بمعنى الحضور وبمعنى الذهاب: (أستودع الله) أي: أطلب من الله تعالى (دينك) أي: حفظ دينك عليك؛ بتوفيق امتثال المأمورات، واجتناب المنهيات (و) أستودع الله (أمانتك) أي: وأطلب من الله حفظ أمانتك عليك، سواء كان لله أو لغيره (و) أستودع الله حسن (خواتيم عملك) أي: أطلب منه تعالى أن يحسن أواخر أعمالك وأواخر عمرك بتوفيقك حسن الختام في كل أمورك.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه؛ ولكن له متابعات كثيرة؛ فقد رواه أبو داوود في "سننه" في كتاب الجهاد، باب في الدعاء عند الوداع من طريق قَزَعة بن يحيى عن ابن عمر به دون قوله: (إذا أشخص السرايا)، ورواه البيهقي في "سننه الكبرى" في كتاب السير، باب تشييع الغازي وتوديعه من طريق مجاهد عن ابن عمر؛ كما رواه أبو داوود في كتاب الحج، باب التوديع، والنسائيُّ في "عمل اليوم والليلة" عن يحيى بن محمَّد بن السكن عن حبَّان بن هلال به، والنسائيُّ في "الكبرى" في كتاب السير، باب ما يقول إذا ودع إنسانًا، وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وروي هذا الحديث من غير وجه

<<  <  ج: ص:  >  >>