للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِأَكْثَمَ بْنِ الْجَوْنِ الْخُزَاعِيِّ: "يَا أَكْثَمُ؛ اغْزُ مَعَ غَيْرِ قَوْمِكَ. . يَحْسُنْ خُلُقُكَ، وَتَكْرُمْ عَلَى رُفَقَائِكَ، يَا أَكْثَمُ؛ خَيْرُ الرُّفَقَاءِ أَرْبَعَةٌ، وَخَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُ مِئَةٍ، وَخَيْرُ الْجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ، وَلَنْ يُغْلَبَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنْ قِلَّةٍ".

===

(أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأكثم بن الجون الخزاعي: يا أكثم؛ اغز مع غير قومك) وكأن وجهه أن الإنسان يراعي التحفظ مع غير قومه، ما لا يراعيه معهم من الأخلاق الحسنة. . (يحسن خلقك، وتكرم على رفقائك) أي: أحسن إليهم وجد عليهم ما عندك؛ أي: كن كريمًا عليهم محسنًا إليهم (يا أكثم؛ خير الرفقاء أربعة) خيرية هذه الأعداد بالنسبة إلى ما دونها (وخير السرايا أربع مئة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يغلب) بالبناء للمفعول (اثنا عشر ألفًا من قلة) قاله ترغيبًا لهم في التعب، وأنه ليس لهم أن يروا أنفسهم قليلين، فيفروا لذلك.

قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة": قد أخرجه ابن منده من طريق أخرى عن أكثم بن الجون الخزاعي نفسه، وأشار إليها ابن عبد البر، وفي بعض روايات ابن عساكر: "يا أكثم؛ اغز مع قومك. . يحسن خلقك" قال ابن عساكر: المحفوظ: "مع غير قومك". انتهى.

قلت: وكأن وجهه أن الإنسان يراعي التحفظ على الأخلاق الحسنة مع غير قومه ما لا يراعيه مع قومه من هذا النمط، أخرجه ابن عساكر عن أبي أيوب قال "من أراد أن يكثر علمه، وأن يعظم حلمه. . فليجالس مع غير عشيرته". انتهى كلام السيوطي.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه ابن أبي عاصم وابن فاختة من طريق النهري عن أنس، وله شاهد من حديث ابن عباس، رواه ابن حبَّان في

<<  <  ج: ص:  >  >>