للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْقِيَامَةِ مُلْجَمًا بِلِجَامٍ مِنَ النَّارِ".

===

القيامة) في عرصات الموقف، حالة كونه (ملجمًا بلجام من النار) أي: مدخلًا في فمه لجام من نار؛ لأنه موضع خروج العلم والكلام، واللجام في الأصل حديدة في فم الدابة لتنقاد لراكبه.

قال الطيبي: شبه ما يوضع في فيه من النار بلجام في فم الدابة بجامع المنع عن المراد في كل؛ أي: إلا ألجم بلجام من النار؛ مكافأة له على عمله حيث ألجم نفسه بالسكوت، وشبه بالحيوان الذي حجر ومنع من قصده ما يريده؛ فإن العالم من شأنه أن يدعو إلى الحق؛ لأن تعلم العلم إنما يقصد لنشره ونفعه الناس، وبكتمه يزول ذلك الغرض الأكمل، فكان بعيدًا ممن هو في صورة العلماء الحكماء.

قال بعضهم: هذا في العلم اللازم التعليم؛ كاستعلام كافر عن الإسلام ما هو، وحديث عهد به عن تعليم صلاة حضر وقتها، وكالمستفتي في الحلال والحرام؛ فإنه يلزم في هذه الأمور الجواب لا نوافل العلوم الغير الضرورية، وقيل: العلم هنا علم الشهادة. انتهى "تحفة الأحوذي".

وعبارة السندي هنا: قوله: "أتي به يوم القيامة" الظاهر أن المراد أحضر في المحشر كذلك، ثم أمره إلى الله بعد ذلك؛ لأنه أمسك فمه عن كلمة الحق وقت الحاجة والسؤال، فجوزي بمثله حيث أمسك الله فمه في وقت اشتداد الحاجة للكلام والجواب عند السؤال عن الأعمال، ثم لعل هذا مخصوص بما إذا كان السائل أهلًا لذلك العلم، ويكون العلم نافعًا له في دينه، وقال الخطابي: هو في العلم الضروري؛ كما لو قال: علمني الإسلام والصلاة وقد حضر وقتها، وهو لا يحسنها؛ لكونه قريب عهد بالإسلام، لا في نوافل العلم التي لا ضرورة بالناس إلى معرفتها. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>