للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَّرَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ. . أَوْصَاهُ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ بِتَقْوَى اللهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا فَقَالَ: "اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ

===

المشهور رضي الله تعالى عنه، أسلم قبل بدر، مات سنة ثلاث وستين (٦٣ هـ). يروي عنه: (ع).

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) بريدة: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر) - بتشديد الميم - من التأمير؛ أي: إذا جعل (رجلًا) منا أميرًا (على سرية) أي: على قطعة جيش، قال النووي: السرية: هي القطعة من الجيش تخرج منه تغير وتعود إليه، قال إبراهيم الحربي: هي الخيل تبلغ أربع مئة ونحوها.

قالوا: سميت سرية؛ لأنها تسري في الليل ويخفى ذهابها، وهي فعيلة بمعنى فاعلة، يقال: سرى وأسرى؛ إذا ذهب ليلًا. انتهى منه.

والجيش: هو الجند الكثير، له جناحان ومقدمة ومؤخرة وقلب. انتهى منه.

(أوصاه) أي: أوصى ذلك الرجل الذي جعله أميرًا (في خاصة نفسه) أي: في خاصة نفس ذلك الأمير؛ أي: أوصاه في نفسه (بتقوى الله) تعالى؛ بامتثال أوامره واجتناب نواهيه (و) أوصاه في حق (من معه من المسلمين خيرًا) معطوف على خاصته، من باب العطف على عاملين مختلفين؛ أي: وأوصاه فيمن معه من المسلمين بخير.

وفي تخصيص التقوى بخاصة نفسه، والخير بمن معه إشارة إلى أن عليه التشديد على نفسه فيما يفعل ويذر، والتسهيل على من معه من المسلمين والرفق بهم.

(فقال) وفي رواية مسلم: (ثم قال) أي: ثم بعد إيصاء الأمير في خاصة نفسه وفي خاصة من معه؛ قال: (اغزوا) الكفار وقاتلوهم (باسم الله) أي:

<<  <  ج: ص:  >  >>