قال في جواب سؤالهم: نعم، تجب كل عام .. لكانت شاقة عليهم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الحج، باب ما جاء كم فُرِضَ الحجُّ؟ قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، قال الحافظ في "التلخيص": سنده منقطع.
قلت: قال الخزرجي في الخلاصة": أبو البختري الكوفي تابعي جليل، روى عن عمر وعلي مرسلًا. انتهى.
وقال ابن أبي حاتم في كتاب "المراسيل": قال علي بن المديني: أبو البختري لم يلق عليًّا، وقال أبو زرعة: أبو البختري لم يسمع من علي شيئًا. انتهى.
وقال أبو عيسى أيضًا: وفي الباب عن ابن عباس قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "يا أيها الناس؛ كتب عليكم الحج" فقام الأقرع بن حابس، فقال: أفي كل عام يا رسول الله؟ فقال: "لو قلتها .. لوجبت، ولو وجبت .. لم تعملوا بها، ولم تستطيعوا أن تعملوا بها، الحج مرة؛ فمن زاد .. فهو تطوع". رواه أحمد وأبو داوود والنسائي وابن ماجه والبيهقي والحاكم، وقال: صحيح على شرطهما.
وقال أبو عيسى أيضًا: وفي الباب أيضًا عن أبي هريرة، أخرجه أحمد ومسلم والنسائي، وفي الباب أيضًا: عن أنس، أخرجه ابن ماجه، قال الحافظ في "التلخيص": رجاله ثقات. انتهى من "تحفة الأحوذي".
فهذه الأحاديث كلها صحاح؛ لصحة أسانيدها؛ كما سيذكر المؤلف بعضها فيما بعد، فتكون شواهد لحديث علي بن أبي طالب الذي استدل به المؤلف على الترجمة.
قلت: فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح المتن بغيره من الشواهد التي