(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تابعوا بين الحج والعمرة) أي: قاربوا بينهما إما بالقران، أو بفعل أحدهما بعد الآخر.
قال الطيبي رحمه الله: أي: إذا اعتمرتم .. فحجوا، وإذا حججتم .. فاعتمروا (فإن المتابعة) والموالاة (بينهما) أي: بين الحج والعمرة (تنفي الفقر) أي: تزيله وتعدمه عن صاحبهما، وهو يحتمل الفقر الظاهر بحصول غنى اليد، والفقر الباطن بحصول غنى القلب (و) تنفي (الذنوب) أي: تمحوها، قيل: المراد بها: الصغائر، لكن يأباه قوله:(كما ينفي) ويزيل (الكير) والمنفاخ؛ وهو ما ينفخ فيه الحداد لاشتعال النار؛ لتصفية (خبث الحديد) أي: وسخه.
وفي الباب أحاديث كثيرة تكون شواهد لحديث عمر.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، لكن رواه البيهقي من هذا الوجه، وعنده زيادة:(فإن متابعة بينهما يزيدان في الأجل، وينفيان الفقر؛ كما ينفي الكير الخبث)، ورواه الحميدي في "مسنده" عن سفيان عن عاصم بن عبيد الله، فذكره كما رواه البيهقي بالزيادة، ورواه ابن أبي عمر في "مسنده" عن عامر بن ربيعة عن عمر به، وله شاهد عن حديث عبد الله بن مسعود، رواه الترمذي والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما"، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، فظهر أنَّ لهذا الحديثِ متابعاتٍ كثيرةً وشواهدَ.
فدرجته: أنه صحيح المتن بغيره، ضعيف السند، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث عمر رضي الله تعالى عنه، فقال: