وسلم حين قدم مكة طاف بالبيت سبعًا فقرأ:{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}(١)، فصلى خلف المقام، والمقام بينه وبين البيت.
قال السيوطي في "الدر المنثور": أخرج عبد بن حميد عن أبي إسحاق أن أصحاب عبد الله بن مسعود كانوا يقرؤون: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}، قال: أمرهم أن يتخذوه مصلًّى.
وأخرج عن عبد الملك بن أبي سليمان قال: سمعت سعيد بن جبير قرأها: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} بخفض الخاء. انتهى.
وفي غيث النفع في القراءات السبع:{وَاتَّخِذُوا}: قرأ نافع والشامي بفتح الخاء فعلًا ماضيًا، والباقون بكسر الخاء على الأمر. انتهى.
وقوله:{وَاتَّخِذُوا ... } الآية، هو في سورة البقرة؛ قيل: الحرم كله مقام إبراهيم، وقيل: أراد بمقام إبراهيم: جميع مشاهد الحج؛ مثل عرفة والمزدلفة ومواضع الرمي وسائر المشاهد، والصحيح أن مقام إبراهيم هو الحجر الذي يصلي عنده الأئمة؛ وذلك الحجر هو الذي قام إبراهيم عليه السلام عليه عند بناء البيت، وإنما أمروا بالصلاة عنده، ولم يؤمروا بمسحه وتقبيله؛ والمراد به: الركعتان بعد الطواف. انتهى من "العون".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الحروف والقرآت، باب (١)، والترمذي في كتاب الحج، باب ما جاء في كيف الطواف مختصرًا، وأخرجه أيضًا فيه، باب ما جاء أنه يبدأ بالصفا قبل المروة، وأخرجه النسائي في كتاب مناسك الحج، باب القول بعد ركعتي الطواف، وباب القراءة