اللام؛ هي لام الابتداء - أي: لهذا الرجل الذي يلبي بالحج والعمرة قارنًا بينهما (أضَلُّ) أي: أجهلُ (من بعيره) الذي يركبه، وسبب قولهما لي ذلك أن عمر بن الخطاب قد كان منع الناس عن القران بينهما، واشتهر ذلك المنع بين الناس، وأنا لا أدري ذلك المنع وما سمعته، فقالا لي: هو والبعير الذي يركبه سواء في عدم الفهم، وفي رواية النسائي:(لأنت أضل من جملك هذا).
(فكأنما) بقولهما لي ذلك (حملا علي) ووضعا على رأسي (جبلًا) كبيرًا ثقيلًا (بكلمتهما) أي: بقولهما لي تلك الكلمة؛ أي: كانت تلك الكلمة ثقيلةً علي مؤثرةً في قلبي الحزن والغضب.
(فقدمت على عمر بن الخطاب، فذكرت ذلك له) أي: أخبرت ذلك الكلام الذي قالا لي في سبي لعمر بن الخطاب (فأقبل) عمر (عليهما) أي: على سلمان وزيد؛ أي: أقبل بوجهه، فقال لهما قولًا شديدًا (فلامهما) ووبخهما على ذلك الكلام الذي قالا لي، ولفظ رواية أبي داوود عن منصور عن أبي وائل قال: قال الصبي بن معبد: (كنت رجلًا أعرابيًا نصرانيًا، فأسلمت، فأتيت رجلًا من عشيرتي يقال له: هذيم) بالتصغير (ابن ثرملة) بالمثلثة في أوله (فقلت له: يا هنتاه) أي: يا هذا (إني حريص على الجهاد، وإني وجدت الحج والعمرة مكتوبَين عَليَّ، فكَيْفَ لِي بِأَن جَمَعْتُهُما؟ قال) أي: هُذيم بن ثُرْمُلة: (اجْمَعْهما واذبَحْ ما اسْتَيْسَرَ لكَ من الهَدْي، فأهلَلْتُ بهما معا، فلما أَتيتُ العُذَيْبَ) تصغيرُ عَذْبٍ؛ اسم ماء لبني تميم على مرحلة من كوفة .. (لقيني سلمان بن ربيعة وزيد بن صوحان وأنا أُهِلُّ بهما، فقال أحدهما للآخر: ما هذا بِأفْقَهَ مِن بعيره، قال: فكأنَّما أُلْقِيَ علي جَبلٌ، حتى أتيتُ عمر بن