ذلك (فغضب) رسول الله صلى الله عليه وسلم لردهم عليه القول (فانطلق) أي: ذهب من عندهم.
(ثم دخل) رسول الله صلى الله عليه وسلم (على عائشة) في خيمتها، حالة كونه (غضبان) أي: ذا غضب عليهم (فرأت) عائشة (الغضَب) أي: أثرَه (في وجهه) الشريف صلى الله عليه وسلم؛ وهو تغير الوجه من البياض إلى الحمرة؛ كما هو أثر غضبه (فقالت) عائشة رضي الله تعالى عنها: (من أغضبك) يا رسول الله، أي: تسبب في غضبك (أغضبه الله) أي: أوقع الله به ما يغضبه؛ جزاء وفاقًا؟ ثم (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وما لي) أي: وأي شيء ثبت لي (لا أغضب) عليهم (وأنا آمر) هم (أمرًا) فيه صلاحهم وسعادتهم، والجملة الاسمية في محل النصب حالٌ من فاعل (أغضب)، و (آمر) مضارع مسند إلى ضمير المتكلم، وكذا قوله:(فلا أُتَّبعُ) بالبناء للمجهول؛ من الاتباع؛ أي: فلا يُبادرون في اتباعي وأنا ناصح لهم.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه النسائي في "عمل اليوم والليلة" عن أبي كريب عن أبي بكر بن عياش به، وأحمد في "مسنده".
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وأما اختلاط أبي إسحاق في آخره .. فلا يضر في رواية أبي بكر بن عياش عنه، ما لم يتيقن أنه روى عنه بعد اختلاطه، ولأن له شاهدًا من حَدِيثَي البابِ المذكورَيْنِ قبله، وغرضه: الاستشهاد به، والله أعلم.