(قالت) أسماء: (خرجنا) من المدينة (مع رسول الله صلى الله عليه وسلم) إلى مكة، حالة كوننا (محرمين) بالحج (فـ) لما قدمنا مكة .. (قال النبي صلى الله عليه وسلم: من كان معه هدي .. فليقم) -بضم الياء- من الإقامة؛ أي: فليستمر (على إحرامه) بالحج، فلا يفسخه إلى عمرة (ومن لم يكن معه هدي .. فليحلل) من إحرامه الحج بعمل عمرة (قالت) أسماء: (فلم يكن معي هدي، فأحللت) من إحرامي بعمل عمرة (وكان مع) زوجي (الزبير) بن العوام (هدي) ساقه من المدينة (فلم يحل) الزبير من إحرامه؛ لمكان الهدي معه (فلبست) أنا بعد تحللي من إحرامي (ثيابي) أي: ثياب الزينة وتطيبت (وجئت إلى الزبير) أي: عند الزبير وجلست جنبه (فقال) لي الزبير: (قومي عني) أي: من عندي حتى لا يقع مني ما يحرك شهوتي، وهذا احتياط منه رضي الله عنه لنفسه بمباعدتها من حيث إنها زوجة متحللة تطمع فيها النفس.
قال النووي: إنما أمرها بالقيام؛ مخافةً من عارض قد يندر منه؛ كلمس بشهوة أو نحوه؛ فإن اللمس بشهوة حرام في الإحرام، فاحتاط لنفسه بمباعدتها عنه.
قالت أسماء:(فقلت) له (أتخشى) وتخاف مني (أن أثب) وأهجم (عليك؟ ! ) مضارع مسند للمتكلم؛ من الوثب: وهو الظفر والهجوم، والهمزة