للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ فِي أَيِّ شَهْرٍ اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فِي رَجَبٍ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: مَا اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَجَبٍ قَطُّ، وَمَا اعْتَمَرَ إِلَّا وَهُوَ مَعَهُ؛ تَعْنِي: ابْنَ عُمَرَ.

===

(عن عروة) بن الزبير، ثقة، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين (٩٤ هـ). يروي عنه: (ع).

(قال) عروة: (سئل ابن عمر في أي شهر اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ).

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

والسائل له هو عروة نفسه؛ كما صرح به في رواية مسلم حين قال فيها (قال) له عروة: (يا أبا عبد الرحمن) كنية ابن عمر هل (اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في) شهر (رجب؟ ) (قال) ابن عمر: نعم، اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم (في) شهر (رجب، فقالت عائشة) ردًّا على ابن عمر: (ما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجب قط) أي: في زمن من الأزمنة الماضية، ولفظة: (قط) ظرف مستغرق لما مضى من الزمان، ويلازم النفي.

وقالت عائشة أيضًا: (وما اعتمر) رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته (إلا وهو) أي: إلا وابن عمر كائن (معه) صلى الله عليه وسلم!

قوله: (تعني) وتقصد عائشة بقولها: (وهو) أي: أرادت بمرجع الضمير فيه: (ابن عمر) رضي الله تعالى عنهما.

والمعنى: أي: وما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في حال من الأحوال إلا والحال أن ابن عمر معه؛ أي: إلا وإن ابن عمر حاضر معه، وهو شاهده، فكان قوله المذكور عن نسيان، قالت عائشة ذلك؛ مبالغةً في نسبته إلى النسيان. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>