محسر، ومن جهة المغرب: جمرة العقبة، ذكره النووي في "التهذيب"، وقال في "المجمع": سمي به؛ لما يمنى فيه من الدماء؛ أي: يراق، وهي لا تنصرف وتكتب بالياء إن قصد بها البقعة، ويصرف ويكتب بالألف بتأويله بموضع. انتهى.
(يوم التروية): وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، سمي بذلك؛ لأن الناس يتروون الماء فيه؛ أي: يتزودون للخروج إلى عرفة (الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر) أي: صلى الخمس في ذلك اليوم بمنًى، وفيه تغليب، وإلا .. فالفجر صلاها في يوم عرفة بعد الفجر.
(ثم غدا) من الغدو؛ وهو المشي أول النهار؛ أي: سار غدوة بعد طلوع الشمس؛ لما في حديث جابر الطويل: ثم مكث قليلًا حتى طلعت الشمس (إلى عرفة) - بفتحتين - قال النووي: اسم لموضع الوقوف، سمي به؛ لأن آدم عرف حواء هناك، وقيل: لأن جبريل عرَّف إبراهيم المناسك هناك.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الحج، باب ما جاء في الخروج إلى منًى، وقال: إسماعيل بن مسلم قد تُكُلِّم فيه من قبل حفظه؛ ضعفه ابن المبارك، وقال أحمد: منكر الحديث.
ولكن درجة الحديث: أنه صحيح بغيره؛ لأن له شواهد من أحاديث صحيحة؛ منها: ما أخرجه الحاكم في "المستدرك" عن عبد الله بن الزبير بلفظ: قال: من سنة الحج أن يصلي الإمام الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح بمنًى، ثم يَغْدُو إلى عرفة، حتى إذا زالت الشمس .. خطب الناس، ثم صلى الظهر والعصر جميعًا، كذا في "شرح سَرَّاج أحمد".
ومنها: حديث أنس أخرجه البخاري عن عبد العزيز بن رفيع قال: سألت